ويَظهر
هذا على وجوههم، تجدها مُعبِّسة مُقطِّبة. وتجد وجوه أهل الإيمان عليها النور
والبهاء والسرور.
فكَبَتهم
الله ﴿كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِهِمۡۚ﴾، من الكفار
السابقين، والمنافقين في الأمم السابقة، فقد أهلكهم الله عز وجل ودمرهم، ولم
يُبْقِ لهم بقية، لما عَصَوْا رسله، وعَصَوْا أمره سبحانه وتعالى، وخرجوا من
الدنيا بكفرهم ونفاقهم إلى النار.
﴿وَقَدۡ
أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتِۢ بَيِّنَٰتٖۚ﴾،
تدل على ذلك، فإذا قرأتَ عن قوم نوح، وعاد وثمود وقوم إبراهيم، والذين من بعدهم،
تجد سنة الله عز وجل في الماضين لا تتغير في المتأخرين.
وتَبَيَّنْ
ما أَحَل الله بالذين يحادون الله ورسوله في أي وقت، سواء عَصَوْا هذا النبي صلى
الله عليه وسلم، أو غيره من الأنبياء السابقين، في التاريخ، وفي القرآن، وفي
السِّير، والشواهد التي في الأرض من آثارهم، كلها تدل على أنها آيات بينات واضحة.
﴿وَلِلۡكَٰفِرِينَ
عَذَابٞ مُّهِينٞ﴾ في الآخرة
لهم عذاب في جهنم مُهين - والعياذ بالله -، كما تَكَبَّروا على آيات الله في
الدنيا، أهانهم الله في الآخرة.
بعكس
ما يريدون، فهم في الدنيا في كبت، وفي الآخرة في عذاب مهين. فما حصلوا من محادتهم
لله ولرسوله إلاَّ على الشقاء في الدنيا والآخرة.
ثم قال عز وجل: ﴿يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ﴾، من قبورهم ﴿جَمِيعٗا﴾، ولا يَترك منهم أحدًا، ولا يهرب أو يتخلف منهم أحد، المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، يبعثهم الله من الأرض جميعًا،﴿يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ﴾ [المعارج: 43]،