أي: القبور، ﴿يَوۡمَ
تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ﴾
[ق: 44]، ويقومون من قبورهم؛ لأن الله عز وجل بعثهم وأعادهم؛ ليلاقوا حسابهم
وجزاءهم.
وتجتمع
أعضاؤهم وأجسامهم، ويجمعها الله، ﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ ٣ بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ
بَنَانَهُۥ ٤﴾ [القيامة:
3- 4].
فيعيد
الله أجسامهم كما كانت في الدنيا، حتى لو مر أحد على واحد منهم حينما يقوم من
قبره، وهو يعرفه في الدنيا لقال: هذا فلان!! فهم يتعارفون بينهم، ﴿وَيَوۡمَ
يَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّنَ ٱلنَّهَارِ
يَتَعَارَفُونَ بَيۡنَهُمۡۚ﴾
[يونس: 45]، ﴿كَمَا
بَدَأۡنَآ أَوَّلَ خَلۡقٖ نُّعِيدُهُۥۚ وَعۡدًا عَلَيۡنَآۚ إِنَّا كُنَّا
فَٰعِلِينَ﴾ [الأنبياء: 104]، ﴿مَّا
خَلۡقُكُمۡ وَلَا بَعۡثُكُمۡ إِلَّا كَنَفۡسٖ وَٰحِدَةٍۚ﴾
[لقمان: 28]، والله عز وجل لا يعجزه شيء.
﴿فَيُنَبِّئُهُم
بِمَا عَمِلُوٓاْۚ﴾ أي:
يبعثهم ليخبرهم بما عملوا في الدنيا ويجازيهم عليه.
وهذه
هي الحكمة من البعث، مِن أجل أن يحاسبهم الله على أعمالهم ويجازيهم عليها.
وهذا
من أدلة البعث، فإن الله سبحانه وتعالى حَكَمٌ عَدْل، لا يمكن أن يعمل العامل في
هذه الدنيا، ثم لا يُبعث للجزاء!! فقد يكون من أفسق الناس، أو من أكفر الناس، أو
أفسدهم في هذه الدنيا، ولا يأتيه عقوبة في الدنيا ولا يأتيه نقمة، بل يُستدرج لأن
جزاءه في الآخرة.
وقد يكون من أصلح الناس وأتقاهم، ولكنه لا يحصل على كل ما يريد، وقد يُبتلى بالفقر والمرض، ولا ينال شيئًا من جزائه في الدنيا؛ لأن الله يوفره له في الآخرة.