×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ ١١٥ فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ ١١٦ [المؤمنون: 115، 116]، أي: تعالى عن هذا العبث، لو أنه تركهم على دنياهم، ولم يبعثهم ويجازهم، لكان هذا عبثًا منه سبحانه وتعالى، وهو منزه عن العبث.

﴿فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أي: عن كل ما عملوا، ولا يَترك منه شيئًا.

﴿أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ، هم نَسُوا ما عملوا في الدنيا، وظنوا أنه انتهى ومضى!! والله أحصاه عليهم في كتابهم الذي كتبتْه عليهم الحَفَظة الكرام في صحائفهم، وهم يظنون أنه ذهب ونُسِي، وليس له تَبِعة وليس له أثر!! والله عز وجل ما أهمله، بل أحصاه.

﴿أَمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّا لَا نَسۡمَعُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيۡهِمۡ يَكۡتُبُونَ [الزخرف: 80]، ﴿هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [الجاثية: 29].

اعمل ما شئت، فمعك المَلَك يَكتب، وأنت تنساه ولكن الله لا ينساه سبحانه وتعالى، فحاسِب نفسك.

﴿وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ، يشاهد ما نفعله ويراه سبحانه وتعالى أينما كنا، في بَر أو بحر، أو ظلام، أو مع الناس أو خالين عن الناس، فالله شاهد علينا ويَشهد على ما نعمله، ويرسل الحفظة يكتبون علينا.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ [المجادلة: 7]، فهو يَرى ويَسمع ويَعلم سبحانه وتعالى - ما في السماوات العلى، ويَعلم ما في الأرض وما تحت الثرى، يَعلم ذلك سبحانه وتعالى ولا يَخفى عليه؛ لذلك أحصى أعمالهم وإن كانوا هم قد نَسُوها.

ففي هذا: إحاطة علمه سبحانه وتعالى بكل شيء، في العالم العلوي والعالم السفلي.


الشرح