×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فالذين يوالون الكفار من اليهود والنصارى - الآن - وعَبَدة الأوثان - هذا دليل على أنه ليس عندهم إيمان.

فإذا كان الكافر القريب لا تجوز مودته من قريبه، فكيف تجوز موالاة الكافر البعيد؟!

قيل: إن هذه الآية نزلت في أبي عُبَيْدة عامر بن الجَرَّاح رضي الله عنه، لما قَتَل أباه يوم بدر، وكان أبوه مع الكفار، يقاتل الرسول صلى الله عليه وسلم.

فالإنسان يُقدِّم مَن يحبه الله ورسوله، ولو كانوا بعيدين عنه، ليسوا من أقاربه وليسوا من بلده، بل لو كانوا في أول الخليقة، فالمؤمنون إخوة من أول الخليقة إلى آخرها ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ [الحشر: 10]، فهم يوالون أولياء الله قديمًا وحديثًا، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ [الحجرات: 10]، إخوة في الله عز وجل، لا إخوة في النسب، والأخوة في الله أقوى من الأخوة في النسب.

والآية دليل على أن موالاة الكفار ومحبتهم، ولو كانوا أقارب - أنها تتنافى مع الإيمان بالله واليوم الآخر.

فليَحذر المسلم من هذا، أو أن تَروج عليه الدعاية الخبيثة التي تريد القضاء على الولاء والبراء، وأن يكون الناس سواء، وليس هناك ولاء ولا براء.

ثم قال عز وجل: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وهذا دليل على أن الإيمان يتنافى مع محبة الكفار.

فأهل الولاء والبراء كتب الله في قلوبهم الإيمان، أي: ثَبَّته، فلا يتزحزح ولا يتغير.

﴿وَأَيَّدَهُم، أي: قَوَّاهم، ﴿بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ، و«الرُّوح» يراد بها القوة، ويراد بها القرآن والوحي، ويراد بها جبريل عليه السلام.


الشرح