×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 لَنَا عَلَيْكُمْ» ([1])، ﴿فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ، لما جاء هذا الرسول النبي الأمي العربي كفروا به، وهم يعلمون، ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ ٨٩ بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ ٩٠ [البقرة: 89- 90].

فبَيَّن سبحانه وتعالى أن الذي حَمَلهم على هذا - هو الحسد والبغي، ويريدون حصر فضل الله على حَسَب أهوائهم، فناصبوا النبي صلى الله عليه وسلم العداوة، وجحدوا رسالته، إلاَّ قلائل منهم، آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، كعبد الله بن سَلاَم رضي الله عنه، وغيره من اليهود الذين عَرَفوه وآمنوا به، ولم يكابروا.

فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى منهم هذه المقابلة الشنيعة، هادنهم صلى الله عليه وسلم وصالحهم - على ألاَّ يقاتلهم ولا يقاتلوه، وأن يَبْقَوا في ديارهم ويدافعوا مع المسلمين مَن غَزَا المدينة.

ولكنهم لم يفوا بالعهد ونقضوه، باختلاف طوائفهم، كعادتهم في نقض العهود: ﴿أَوَ كُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدٗا نَّبَذَهُۥ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ [البقرة: 100].

فنقضوا العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمَكَّن الله نبيه صلى الله عليه وسلم منهم، وانتقم الله منهم!!

فأما بنو قَيْنُقاع، فإنهم لما انتصر المسلمون في بدر، حَنِقوا على المسلمين وأخذوا يؤذونهم، فظهرت منهم بوادر نقض العهد، وبوادر الشر على المسلمين.


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (2/ 336).