×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مساكنهم، قريبًا من المدينة، فلما حاصرهم أصابهم الرعب الشديد، فطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم الأمان، على أن يرحلوا من المدينة ويأخذوا معهم ما خَفَّ من أموالهم، فأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وأمّنهم، إلاَّ أنه استثنى السلاح الذي معهم، فأخذوا ما خَفَّ من أموالهم إلاَّ السلاح، وخرجوا إلى أَذْرِعات في أرض الشام. فهذا شأن بني قَيْنُقاع ([1]).

أما بنو قريظة: فإنهم لما حصل من بعض المسلمين أن قَتَل صحابي رجالاً من قبيلة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد، وهو لم يكن يعلم بالعهد، فتَحَمَّل النبي صلى الله عليه وسلم دِيَتهم بموجب العهد.

وخرج صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يطلب منهم الإعانة على الدِّيَة، بموجب العهد الذي بينهم، فقالوا له: نَفعل يا أبا القاسم ما أحببتَ، قد أَنَى لك أن تزورنا وأن تأتينا، اجلس حتى نطعمك!! ورسول الله صلى الله عليه وسلم مستند إلى بيت من بيوتهم.

فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المكان الذي قالوا له أن يجلس فيه هو وأصحابه، ثم ذهبوا وتآمروا على قتله صلى الله عليه وسلم، فدبروا أن رجلاً منهم يأخذ حجرًا كبيرًا، فيصعد ويُسقط الحجر على رأس الرسول صلى الله عليه وسلم من وراء الجدار، فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم مكيدتهم وما يدبرون، وأَمَره أن يغادر المكان!!

فقام صلى الله عليه وسلم، ورجع إلى المدينة، ولما رأى أصحابه أنه رجع رجعوا إلى المدينة، وسَلَّم الله رسوله صلى الله عليه وسلم منهم، ولم يتمكنوا من قتله.


الشرح

([1])  انظر: تفسير القرطبي (18/ 8)، ومغازي الواقدي (1/ 180)، والأموال لابن زَنْجَوَيْهِ (2/ 466).