×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كانوا ينقضون المباني، ويأخذون الأخشاب والأبواب، ويذهبون بها إلى الشام، محمولة على الإبل؛ طمعًا فيها وحسدًا للمسلمين أن ينتفعوا بها من بعدهم.

﴿يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ أي: خربوا بيوتهم التي بنوها وتعبوا فيها - بأيديهم هم أنفسهم. وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى؛ حيث ظنوا أنها مانعتهم من بأس الله، فصاروا هم الذين يهدمونها!!

﴿وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ، لما مكنهم الله سبحانه وتعالى منهم.

﴿فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ، هذا أمر من الله لجميع الخلق إلى يوم القيامة - أن يعتبروا بهذه القصة العظيمة، أي: اتعِظوا وتذكروا، ﴿فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ أي: العقول. والمراد بالأبصار هنا: العقول. فاعتبِروا بهذه القصة، وخذوا منها موعظة، في أن الله لا يغلبه شيء، ﴿وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ [الرعد: 11].

فلا يغتر أحد بقوته، ولا يظن أنه يَفوت الله سبحانه وتعالى !!

وكذلك الذين كَذَّبوا هذا الرسول في الماضي، أو يكذبونه في المستقبل، أو يحقرون من شأنه في أي وقت، فإن الله توعدهم بهذا الوعيد، أن يُنزل بهم مثل ما أَنزل بأسلافهم؛ لأن هذا الرسول صلى الله عليه وسلم منصور، وسنته منصورة، ودينه محفوظ، لا يُغيَّر ولا يُبدَّل.

فاعتبِروا يا كل مَن تريدون الكيد للإسلام والمسلمين، أو تتنقصون هذا الرسول، أو تستهزئون به، اعتبِروا بمن قبلكم أن يحل بكم ما حل بهم.

ثم قال: سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ [الحشر: 3]، «لولا»: حرف امتناع لوجود، أي: امتنع تعذيب الله لهم في الدنيا؛ لوجود أن الله كتب عليهم الجلاء من المدينة إلى أرض الشام.


الشرح