ثم
قال عز وجل: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ
ٱلۡمُهَٰجِرِينَ﴾، فالفقراء
من المهاجرين والأنصار أَوْلى من غيرهم أن يُعْطَوا من الفيء.
و«(المهاجر»
هو: مَن تَرَك بلده وانتقل منه؛ فرارًا بدينه إلى بلد آخر، يأمن فيه على دينه.
ولذلك
قال العلماء: الهجرة هي: الانتقال من بلد الكفر إلى بلد
الإسلام؛ من أجل الدين.
أما
الهجرة من أجل التجارة، أو من أجل الأقارب، أو من أجل أطماع الدنيا؛ فهذه تسمى هجرة
لُغوية، وليست هجرة شرعية، وليس له فيها أجر.
إنما
الهجرة التي فيها الأجر والمشهورة في القرآن والسُّنة - هي: الانتقال من بلد الكفر
إلى بلد الإسلام؛ فرارًا بالدين.
قال
الرسول صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا
يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ
إِلَيْهِ» ([1]).
والهجرة
باقية إلى أن تقوم الساعة، وليست منسوخة.
أما
قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ» ([2])
فالمراد: لا هجرة من مكة لأنها صارت بلد إسلام؛ ولهذا قال: «بَعْدَ الفَتْحِ»،
أي: بعدما فُتحت مكة وصارت بلدًا للمسلمين.
و«(الفقراء المهاجرون» هم: الذين أُخرجوا من ديارهم. فما خرجوا هم؛ لأنهم يحبون ديارهم ويحبون مكة بخاصة، وإنما أخرجهم الكفار وضايقوهم، ومنعوهم من إقامة دينهم، فاضطروهم إلى الخروج.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1).