×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا، ما هاجروا لطلب الدنيا، أو لأن البلد الآخر أحسن من جهة الرفاهية ومن جهة المساكن، ما هاجروا من أجل هذا الغرض، وإنما ﴿يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ، أجرًا وثوابًا من الله سبحانه وتعالى، ﴿وَرِضۡوَٰنٗا، إرضاء لله سبحانه وتعالى.

﴿وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ وخرجوا - أيضًا - لهذا الغرض، ينصرون دين الله عز وجل، وينصرون الرسول صلى الله عليه وسلم ويحمونه من كيد الكفار.

فهذه نيتهم وهذا قَصْدهم من الهجرة، وهذا ثناء من الله عليهم وشهادة من الله لهم بهذه الصفات العظيمة.

ولذلك قال: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ الذين اتصفوا بهذه الصفات هم الصادقون بنياتهم ومقاصدهم، لم يَخرجوا رياء ولا سمعة، ولا طمعًا في دنيا ولا رفاهية؛ بل خرجوا لهذه الأغراض العظيمة. فدل ذلك على صدقهم مع الله سبحانه وتعالى، فشَهِد الله لهم بالصدق.

ثم قال في الأنصار: ﴿وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ أي: المدينة دار الهجرة، أي: سكنوها ﴿وَٱلۡإِيمَٰنَ، وسبقوا إلى الإسلام في بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان المسلمون قلة في هذا الوقت.

﴿مِن قَبۡلِهِمۡ، أي: مِن قبل المهاجرين، فهم سكنوا المدينة قبل المهاجرين، ومنهم مَن آمن قبل بعض المهاجرين.

﴿يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ، هذه صفة أولى، فهم يرحبون ويفرحون بهم، ولا يتضايقون منهم، كما قال رأس المنافقين، وعدو الله، عبد الله بن أُبي: ﴿لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ [المنافقون: 7]، هذه مقالة المنافقين. أما الأنصار رضي الله عنهم فيحبون مَن هاجر إليهم، ويفرحون بهم فرحًا شديدًا، ويواسونهم في أموالهم ومساكنهم.


الشرح