أسوار،
﴿أَوۡ مِن
وَرَآءِ جُدُرِۢ﴾، يختفون
من ورائها، وتقيهم من القذائف والرماية، ولا يَبرزون في ساحة القتال؛ لما فيهم من
الجبن والرعب.
أما
أهل الإيمان، فإنهم يَبرزون في ساحة القتال، ويَلْقَون
عدوهم؛ ليقاتلوهم ويضربوا رقابهم، ولا يهمهم ذلك؛ لأنهم في سبيل الله عز وجل،
وعندهم طمع فيما عند الله سبحانه وتعالى.
أما
المنافقون، فإنهم لا يَبرزون في ساحات القتال، وإن قاتلوا فلابد أن
يكونوا في قرى وقلاع حصينة لئلا يصل إليهم أعداؤهم؛ لأنهم ليس عندهم إيمان يتحصنون
به.
﴿بَأۡسُهُم
بَيۡنَهُمۡ شَدِيدٞۚ﴾، وهذه صفة
قبيحة فيهم - أيضًا - أنهم متنازعون متباغضون فيما بينهم، متعادون ومختلفون. بخلاف
أهل الإيمان، فإنهم يد واحدة متحابون، متناصحون فيما بينهم. وهؤلاء بأسهم بينهم،
ليس بأسًا خفيفًا يمكن علاجه وتلافيه، لكنه شديد!!
﴿تَحۡسَبُهُمۡ
جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ﴾،
يجتمعون بأبدانهم، لكن لا يجتمعون بقلوبهم.
والعبرة
باجتماع القلوب على المحبة والتعاون والنصيحة، فتكون قلوب المؤمنين متصافية فيما
بينهم، ولو حصل شيء من سوء التفاهم أصلحوه وأزالوه، أو تسامحوا فيما بينهم. أما
المنافقون فإن بينهم تصدعًا لا يمكن أن يُستدرَك.
فالاجتماع إنما هو اجتماع القلوب، لا اجتماع الأبدان. ولا يكون اجتماع القلوب إلاَّ بالعقيدة الصحيحة والإيمان بالله سبحانه وتعالى، فهو الذي يجمع القلوب، لا يجمع القلوب طمع الدنيا أو الدعايات والمدح والثناء والكلام، هذا لا يجمع القلوب، إنما يجمعها الإيمان بالله