والعقيدة
الصحيحة؛ كما قال عز وجل: ﴿وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ
هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦ وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ
جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ
بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٦٣﴾
[الأنفال: 62- 63]، فالذي جَمَعهم: هو أن الله أَلَّف بين قلوبهم، ﴿لَوۡ أَنفَقۡتَ
مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ
أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ﴾
[الأنفال: 63]
فالذي
يَجمع القلوب: هو الإيمان بالله عز وجل، والعقيدة الصحيحة
التي جمعت بين المهاجرين والأنصار، جمعت بين الأعداء؛ كما قال عز وجل: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ
بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ
عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم
بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا﴾
[آل عمران: 103].
فالعقيدة
الصحيحة تؤلف بين القلوب المتنافرة والمتعادية. فاجتمع في ظل هذه العقيدة الفارسي،
والرومي، والحبشي، والعربي.
وهي
عقيدة جَمَعت بين أبي بكر وعمر، وسلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي، رضي
الله عنهم، جَمَعت بين قلوبهم، فأصبحوا إخوانًا متحابين.
وبهذا
يَبطل قول بعض الجماعات والحزبيات، الذين مهمتهم التجميع وكثرة العدد بدون عقيدة
صحيحة، فيَجمعون بين المبتدع والسُّني، والشيعي وبين الفِرق المختلفة في عقيدتها،
ويقولون: «نجتمع على ما اتفقنا عليه، ويَعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه».
وهذه قاعدة خرقاء مزيفة، ليست صحيحة؛ وإن كانوا يسمونها القاعدة الذهبية!! لأنه لا يمكن الاجتماع الصحيح إلاَّ بالعقيدة الصحيحة الصافية الصادقة.