×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿أُوْلَٰٓئِكَ، أي: الذين نَسُوا الله، فعاقبهم الله وأنساهم أنفسهم، ﴿هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ، أي: الخارجون عن طاعة الله. وهذا يفسر قوله: ﴿نَسُواْ ٱللَّهَ، بأن خرجوا عن طاعته وفسقوا عن أمره. وفي الآية حَصْر الفسق فيهم.

ثم قال سبحانه وتعالى مبينًا الفرق بين مَن أطاع الله وعَمِل لنفسه في هذه الدنيا، ومَن عصى الله ونَسِي حقه، فقال: ﴿لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ، هؤلاء في نعيم دائم، وهؤلاء في عذاب دائم، ولا يستوي النعيم والعذاب.

كما قال عز وجل: ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ [القلم: 35]، ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الجاثية: 21]، ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ [ص: 28]، هذا استفهام إنكار ونفي، فلا يستوي المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، في الدنيا، ولا يستويان في الآخرة.

فالذي يُسوِّي بين الكافر والمؤمن ليس في قلبه إيمان، وليس عنده عقل وتمييز يميز به بين المتضادات؛ كالدعاية التي نسمعها - الآن - من أنه لا فرق بين بني الإنسان، وأن الناس سواء، كلهم بنو آدم، نعم، كلهم بنو آدم، لكن بينهم فرق عند الله وعند أهل الإيمان والعقول.

فلابد أن يُفرَّق بين المؤمن والكافر في الولاء والبراء، والمحبة والبغضاء والكراهية. ومَن لا يميز بين المؤمن والكافر، فليس له دين، هذا من الإلحاد، والطمس لهذا الدين، وخَلْط بين الكفر والإيمان - والعياذ بالله -.


الشرح