والجبال
لها إدراك، والمخلوقات لها إدراك، تَعرف به ربها وتخاف من الله سبحانه وتعالى،
إلاَّ هذا الإنسان الفاجر، فإن قلبه صار أقسى من الحجر!!
ثم
قال الله عز وجل: ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ﴾ [الحشر: 21]، فهذا مَثَل ضربه الله في قسوة قلب الفاجر
الذي لا يتأثر بالقرآن، الذي هو كلام الله عز وجل، وقد قال الله عز وجل: ﴿فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ
مَن يَخَافُ وَعِيدِ﴾ [ق: 45]، ﴿إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ
شَهِيدٞ﴾ [ق: 37]، ﴿أَفَلَمۡ
يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ
ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن
تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ﴾
[الحج: 46].
﴿وَتِلۡكَ
ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: 21]، أي ضربناها رجاء أن يتفكروا في هذا
القرآن، وفي آيات الله سبحانه وتعالى، فيُقْبِلوا على هذا القرآن تلاوة وتدبرًا
وعملاً؛ لأنه هو سبيل النجاة، وهو الصراط المستقيم، وهو حبل الله المتين، وهو
المَخرج من الفتن، وهو البيان والحل لمشاكل الناس، فهو صالح لكل زمان ومكان، ﴿لَّا يَأۡتِيهِ
ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ﴾ [فصلت: 42].
﴿لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ﴾، فالمسلم إذا سمع القرآن فإنه يتذكر ويتفكر في آيات
الله، ويرجع إلى ربه سبحانه وتعالى، ويَحذر من صفات الفاسقين والكفار والمنافقين، ﴿أَلَمۡ يَأۡنِ
لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ
مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ
فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ
فَٰسِقُونَ﴾ [الحديد: 16].
فالإنسان لا ييأس، بل يرجع إلى كتاب الله، ويُحيي قلبه بذكر الله، ويراجع هذا القرآن، ويُكثر من ذكر الله عز وجل، فيحيا قلبه ويَلين.