ثم
خَتَم السورة بأسمائه سبحانه وتعالى، التي تدل على عظمته وجلاله سبحانه وتعالى،
فقال سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَٰلِمُ
ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۖ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ﴾
[الحشر: 22].
﴿ٱللَّهُ﴾، هذا الاسم لا يسمى به غيره؛ ولهذا ما سَمَّى أحد نفسه ﴿ٱللَّهُ﴾ أبدًا، حتى الكفرة والمشركون وفرعون، ما قال: «أنا الله»،
وإنما قال: ﴿أَنَا۠
رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾
[النازعات: 24]، فلا يتسمى أحد بهذا الاسم.
فـ
﴿ٱللَّهُ﴾عَلَمٌ على ذاته سبحانه وتعالى، لا يتسمى به غيره.
قيل:
إنه اسم جامد. وقيل: إنه مشتق من الألوهية. و ﴿ٱللَّهُ﴾هو: المألوه المعبود. والألوهية هي: العبادة. وأصلها من
الوَلَه، وهو: المحبة؛ لأن المؤمن يحب الله سبحانه وتعالى ويعبده ([1]).
﴿ٱلَّذِي لَآ
إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ﴾، أي: لا
معبود بحق سواه. فـ ﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ﴾،
أي: لا معبود بحق إلاَّ هو سبحانه وتعالى.
وهذه
الكلمة هي كلمة الإخلاص التي فيها النفي والإثبات، نفي الألوهية عما سوى الله،
وإثباتها لله وحده، فكل معبود سواه عبادته باطلة.
﴿عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۖ﴾، فعِلْمه محيط بما يُشاهَد، وبما غاب من الأمور الماضية والمستقبلة، وأمور الآخرة، والعوالم الخفية التي لا نراها، فهي في عالم الغيب. والذي نراه هو أقل القليل مما لا نراه، ولكن الله يعلمه سبحانه وتعالى، يَعلم ما ظهر وما غاب وخفي، ولا يخفى عليه شيء، ﴿وَٱلشَّهَٰدَةِۖ﴾ أي: ما يُشاهَد ويُرى.
([1]) انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي (1/ 164)، وتفسير الطبري (1/ 123).