ودلت
الآية على أن هناك أشياء غائبة عنا لا نراها وهي موجودة، فليس كل موجود نراه.
وأيضًا: نحن لا نَعلم الماضي وما حصل، ولا نعلم المستقبل وما سيحصل، وإنما هذا إلى
الله سبحانه وتعالى، فهو محيط علمه عز وجل بكل شيء. أما عِلمنا فهو محصور في
القليل، ﴿وَمَآ
أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا﴾
[الإسراء: 85].
﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ
ٱلرَّحِيمُ﴾، اسمان من أسمائه سبحانه
وتعالى، يتضمنان صفة من صفاته، وهي الرحمة، فـ«الرحمن والرحيم» اسمه، و«الرحمة»
صفته سبحانه وتعالى.
﴿هُوَ ٱللَّهُ
ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ﴾،
كَرَّر هذا توكيدًا.
﴿ٱلۡمَلِكُ﴾، مالك المُلك، فالمُلك لله سبحانه وتعالى، ﴿لَهُۥ مُلۡكُ
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾
[الحديد: 2].
وهو
مَلِك الدنيا والآخرة. ففي الدنيا قد يعطي الله عز وجل شيئًا من المُلك لبعض
عباده. أما في الآخرة فليس إلاَّ الله عز وجل، ﴿لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ
ٱلۡيَوۡمَۖ﴾ [غافر: 16]، أي: يوم
القيامة ﴿لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ
ٱلۡقَهَّارِ﴾، [غافر: 16]، انتهت الملوك
وآل المُلْك إلى الله عز وجل.
وأما
ما يعطاه الإنسان في هذه الدنيا، فهو عارية، ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ
مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن
تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ
إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾
[آل عمران: 26].
و ﴿ٱلۡمَلِكُ﴾، من أسماء الله عز وجل. وقد يُسمَّى الإنسان مَلِكًا، لكنه مُلْك مقيد، ومُلْكه إنما هو مستعار، ليس له، سيؤخذ منه، أو هو سيؤخذ من ملكه وينتهي ([1]).
([1]) انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للزَّجَّاج (1/ 30 و 62)، وتفسير أسماء الله الحسنى للسعدي (1/ 233، 234).