وَخَصَّ،
فَقَالَ: «يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ
النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ،
يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي
عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ،
أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،
أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ
النَّارِ، فَإِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ
رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلاَلِهَا» ([1]).
فلا
يتعلق الإنسان بالأولياء والصالحين، أو يتعلق بأبيه أو جَده، أنه عالِم، أو أنه
صالح وأنه مؤمن وأنه ولي من أولياء الله، فلا يتعلق بشيء من ذلك، ﴿وَمَآ
أَمۡلِكُ لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۖ﴾
[الممتحنة: 4].
ثم
دعا إبراهيم عليه السلام فقال: ﴿رَّبَّنَا عَلَيۡكَ تَوَكَّلۡنَا﴾، اعتمدنا عليك، وفوضنا أمورنا إليك، ﴿وَإِلَيۡكَ
أَنَبۡنَا﴾، أي: رجعنا وتبنا إليك، ﴿وَإِلَيۡكَ
ٱلۡمَصِيرُ﴾، أي: المرجع يوم القيامة
إليك لا إلى غيرك.
فكل
الناس يصيرون إلى الله، مؤمنهم وكافرهم، عربيهم وأعجميهم، أولهم وآخرهم، كلهم
يصيرون إلى الله، لا مفر لهم من الله سبحانه وتعالى، فليفعلوا ما شاءوا، فإن
مصيرهم إلى الله، والله سيحاسبهم.
وما
دام الأمر كذلك، فاستعِد للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى، وأصلِح أعمالك، وتب
إلى الله من السوء ومن الكفر والشرك والذنوب؛ لأن مصيرك إلى الله ما فيه مفر.
فالعادة
أن المجرم يهرب، وقد يجد مَن يجيره ومَن يمنعه، أو يختفي ولا يُدرَى أين ذهب.
لكن الله ما منه مهرب سبحانه وتعالى ولا ملجأ، ولابد من المصير إليه سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (204).