×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 أن يَمنعوا عنهم الرزق. فالمراد بالحسنة: ما يعطيه الله للمسلمين من الخير، ومن السَّعة ومن الغيث.

﴿وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ، وهي: الجدب والقحط، والفقر والفاقة؛ يفرحون بها ([1])

﴿يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡ‍ًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ [آل عمران: 120].

فهذا شأن الكفار مع المسلمين في الحرب والسلم، فلا نغتر بهم أبدًا، فهم يبيتون لنا العداوة، ويبيتون لنا التربص والانتظار ليبطشوا بنا، فلا نُحْسِن بهم الظن، بل نكون على حذر منهم ولا نواليهم أو نحبهم.

أما أن نتعاهد ونتواثق معهم إذا اقتضت مصلحة المسلمين ذلك، فلا بأس به؛ لأنه ليس من الموالاة، وإنما هو من التعامل وتبادل المصالح.

ثم أعظم مما ذُكر من أفعالهم السيئة: ﴿وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ، يريدون أن يَسْلُبوا دينكم ودنياكم، وراحتكم وخيراتكم!!

ولذلك يرسلون الإرساليات والدعاة، ويبثون الشبهات والاعتراضات على الإسلام، ويجندون من المنافقين من أبناء المسلمين مَن يخدمهم؛ لأنهم يريدون أن يرتد المسلمون عن دينهم، فما يكفيهم أخذ ما بأيدي المسلمين، بل يريدون أن يردوهم عن دينهم، ﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ [النساء: 89]، ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ [البقرة: 217]، فهذه سجايا الكفار مع المسلمين.


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (7/ 155)، وتفسير ابن كثير (2/ 94) وتفسير القرطبي (4/ 183).