×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وكيف نثق بهم، وهم أعداء الله، وأعداء الله أعداء لنا بلا شك، فكيف نثق بهم، وننخدع بتملقاتهم ودبلوماسياتهم الكاذبة؟!

لكن لا مانع من أن نتعاهد معهم، ونتبادل معهم التجارة والمصالح، لكن لا نحبهم ولا نواليهم، بل نكون على حذر منهم ويقظة، ولا يكون ذلك على حساب ديننا.

ثم قال عز وجل: ﴿لَن تَنفَعَكُمۡ أَرۡحَامُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡۚ، أي: الذين تداهنون الكفار من أجلهم، لن ينفعوكم، ﴿يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَفۡصِلُ بَيۡنَكُمۡۚ، وذلك ﴿يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ ٣٤وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ٣٥وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ٣٦ [عبس: 34- 36]، ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ [المؤمنون: 101]، فيوم القيامة هو ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩ [الشعراء: 88- 89].

﴿وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ [الممتحنة: 3].

فيوم القيامة ليس إلاَّ الأعمال، وليس فيه قرابة ولا خُلة، ولا شفاعة ولا مال، إنما هو العمل، فإن كان صالحًا نَفَعك عند الله وإن لم يكن لك مال ولا أولاد. وإن كان عملك غير صالح، فلو كان لك أموال الدنيا والأولاد الكثيرون، فإن هذا لا ينفعك عند الله سبحانه وتعالى.

فعَلِّق قلبك بالله وتوكل عليه، ولا تساوم على دينك ولا تداهن في دينك، بل احتفظ بدينك وتَوَثَّقْ به، ولا تتنازل عنه لأي سبب كان، ومهما كلفك الأمر.

ثم بعد هذه الزواجر العظيمة والتحذيرات، ذَكَر لنا القدوة الذي نقتدي به في الولاء والبراء، وهو: إبراهيم الخليل عليه السلام، أبو الأنبياء، وخليل الرحمن، الذي اتخذه الله خليلاً، فهو قدوتنا، لا نقتدي بغيره


الشرح