×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وربما يكون غير جاهل، ولكن يريد التلبيس على الناس. لأن هناك مَن ليسوا جهالاً، عندهم علم، لكنهم يريدون التلبيس على الناس لأنهم أهل ضلال.

قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا جَآءَكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰتٖ فَٱمۡتَحِنُوهُنَّۖ [الممتحنة: 10].

ومناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه لما تم الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، في الحديبية، وكان من جملة بنوده: «أَنَّهُ لا يَأْتِيكَ مِنَّا أَحَدٌ وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ إلاَّ رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا، وَخَلَّيْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ» ([1])، وفي رواية: «فَاشْتَرَطُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ مَنْ جَاءَ مِنْكُمْ لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكُمْ، وَمَنْ جَاءَكُمْ مِنَّا رَدَدْتُمُوهُ عَلَيْنَا» ([2]).

أي: أن مَن جاء يريد اللجوء إلى المسلمين من عند الكفار - يَرُده المسلمون إلى الكفار؛ وفاء بالعهد. وأن مَن ذهب من المسلمين إلى الكفار لا يردونه.

والنبي صلى الله عليه وسلم وافق على هذا، فشق ذلك على بعض الصحابة، وجاء ناس من المسلمين بعد عقد الصلح فارين بدينهم، يريدون أن يلجئوا عند المسلمين، فرَدَّهم النبي صلى الله عليه وسلم وفاء بالعهد، فشق ذلك على المسلمين أو على بعض المسلمين، كيف أن مَن جاءنا من إخواننا نرده إليهم، ومَن جاءهم من إخواننا لا يردونه عليهم؟! وظنوا أن هذا فيه غضاضة على المسلمين.


الشرح

([1])  القصة بتمامها أخرجها: البخاري رقم (2711).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1784).