×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 «خُذِي مِنْ مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ مَا يَكْفِيكِ وَيَكْفِي بَنِيكِ» ([1]).

وهذا لا يُعَد سرقة؛ لأنه أَخْذ بالحق، ليس أَخْذًا بالباطل.

وقاسوا على هذا مسألة الظَّفَر، إذا استولى ظالم على مال الإنسان، وقَدَر صاحب هذا المال على أخذه من الظالم، فإنه يأخذ حقه ما لم يترتب على هذا فتنة أكبر وشر أكبر.

﴿وَلَا يَزۡنِينَ؛ لأن الزنا من أعظم الكبائر، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا [الإسراء: 32].

﴿وَلَا يَقۡتُلۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ؛ لأنهم كانوا في الجاهلية يقتلون أولادهم خَشية الفقر، قال عز وجل: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ خَشۡيَةَ إِمۡلَٰقٖۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِيَّاكُمۡۚ [الإسراء: 31].

ومِن أكبر الكبائر بعد الشرك: قتل الولد خشية أن يَطعم مع والده.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ»، قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ».

وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونََۚ [الفرقان: 68] ([2]).

فالزنا من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله عز وجل، وهو يتفاوت، بعضه أشد من بعض، فالزنا بزوجة الجار أشد، والزنا بذات المحرم أشد.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1714).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6001).