فكونك
تموت في سبيل الله خير لك - من أن تموت موتًا عاديًّا.
قال
الشاعر ([1]):
وَإِذَا
لَمْ يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ |
|
فَمِنَ
العَارِ أَنْ تَمُوتَ جَبَانا |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يُحِبُّ﴾، فيه وَصْف الله عز وجل
بأنه يحب بعض الأشخاص ويحب بعض الأعمال، ويبغض بعض الأشخاص ويبغض بعض الأعمال.
فالله يُحِب ويُبغض، ويَكره ويَسخط ويَمقت، هذه صفات لأفعاله سبحانه وتعالى.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ﴾
[الصف: 4]، الكفارَ، ﴿فِي سَبِيلِهِۦ﴾
[الصف: 4]؛ لأجل نصرة التوحيد وإبطال الشرك بالله عز وجل، ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ
حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ
فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ﴾
[الأنفال: 39].
والذي
يقاتل في سبيل الله هو: مَن يقاتل لتكون كلمة الله هي
العليا. أما مَن يقاتل؛ طمعًا في المال أو حبًّا للشجاعة أو رياءً، فهذا ليس في
سبيل الله.
عَنْ
أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم، فَقَالَ الرَّجُلُ: يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ
لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا
فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ([2]).
﴿كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ﴾، أي: بغضًا وكراهية عند الله. فالمقت هو: أشد البغض ([3]). وفيه أن الله كما يحب فإنه يُبغض ويَمقت.
([1]) انظر: شرح ديوان المتنبي للواحدي (1/ 333).