×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ، أَخَذ منه بعض العلماء وجوب الوفاء بالوعد. فإذا وعدتَ، فيجب عليك الوفاء؛ لأن الله ذم الذين لم يَفوا بوعدهم.

وهذا أحد الأقوال في المسألة، أن الوعد يجب الوفاء به مطلقًا، إذا كان وعد خير وطاعة.

قال الشاعر:

لاَ تَقُولَنَّ إِذَا مَا لَمْ تُرِدْ

 

أَنْ تُتِمَّ الوَعْدَ فِي شَيْءٍ نَعَمْ

حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ مِنْ بَعْدِ لاَ

 

وَقَبِيحٌ قَوْلُ لاَ بَعْدَ نَعَمْ

إِنَّ لاَ بَعْدَ نَعَمْ فَاحِشَةٌ

 

فَبِـ«لاَ» فَابَدَأْ إِذَا خِفْتَ النَّدَمْ

فَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ فَاصْبِرْ لَهَا

 

بِوَفَاءِ الوَعْدِ إِنَّ الخُلْفَ ذَمْ

وَاعْلَمَ أنَّ الذَّمَّ نَقْصٌ لِلفَتَى

 

وَمَتَى لاَ يَتَّقِ الذَّمَّ يُذَمْ

القول الثاني: أن الوفاء بالوعد مستحب وليس واجبًا؛ لأنه تَبرُّع من الإنسان لم يوجبه الله عليه ولم يأمره به، وإنما هو نفسه وعد، فيُستحب منه الوفاء بالوعد، ولا يجب عليه مطلقًا.

والقول الثالث: أنه إذا ترتب على الوعد غرامة، وجب الوفاء به. وإذا لم يترتب عليه غرامة، فإنه يُستحب الوفاء به. كما لو قال لشخص - مثلاً -: «تَزَوَّجْ، وأنا أدفع الصداق عنك»، ثم تزوجَ هذا الإنسان ودفع غرامة، فإنه يجب على من وعده أن يفي بوعده وينجز ما وعده؛ لأن هذا فيه غرامة. وإن كان الوعد ليس فيه غرامة، فيُستحب الوفاء به.

ثم بَيَّن سبحانه وتعالى أحب الأعمال إليه، فقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ [الصف: 4]، يقاتلون العدو الكافر؛ لنصرة دين الإسلام، وإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.


الشرح