×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ [الأنعام: 110]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ، أي: في قلوبهم، ﴿أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63]، في أبدانهم.

وفي هذا دليل على: أن العبد يُحْرَم الهداية بسبب فيه هو، والله عز وجل لا يهدي القوم الفاسقين، ولا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الكافرين، فالعلة في العبد نفسه.

وفيه: أن مَن بَلَغَتْه سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فعليه أن يقبلها ويمتثلها، ولا يتلكأ. هذا هو الواجب؛ ولهذا قال عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا [الأحزاب: 36]، فهو حَرِيٌّ أن يُعاقَب، فلا يَقبل الحق بعد ذلك، ويَفسد قلبه، فإذا فسد قلبه فإنه لا فائدة منه.

فعلى المسلم أن يَحذر من هذه الأمور، فيحترم كتاب الله، ويحترم سُنة رسول الله، ويُعظِّم الكتاب والسُّنة، ويمتثل ما أَمَر الله به ورسوله، ويجتنب ما نهى عنه الله ورسوله، من غير اعتراض أو تلكؤ؛ لئلا يصاب بهذه المصيبة.

﴿وَإِذۡ قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ [الصف: 6]، أي: عاملاً بالتوراة التي بأيديكم وتؤمنون بها. فهو يَعمل بالتوراة، وجاء على وَفق ما فيها. ومِن علامات صدق الرسول: أن يسير على سيرة مَن قبله من الرسل، ويأتي بما كان عليه مَن قبله من الرسل، ولا يخالفهم في أمور العقيدة وأمور التوحيد. أما الشريعة فقد تختلف، فيَنسخ الله ما يشاء سبحانه وتعالى، ويُشرع ما يشاء.


الشرح