في الإيمان بالله. وكذلك الإيمان بالملائكة والكتب والرسل، واليوم الآخِر، والإيمان بالبعث، والإيمان بالقدر. كل هذا يدخل في الإيمان بالله عز وجل.

﴿وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ أي: تجاهدون أعداء الله.

والمجاهدة تكون بالسلاح، وتكون بالأموال والإنفاق في سبيل الله وإعداد العُدة للمسلمين، وتكون بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويكون الجهاد لأعداء الله المنافقين برِدّ شبهاتهم وبيان أباطيلهم، وجدالهم ودحض شبهاتهم.

﴿ذَٰلِكُمۡ﴾، أي: الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ﴿خَيۡرٞ لَّكُمۡ﴾ من الدنيا ومن التجارة الدنيوية،﴿إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ إن كنتم تدركون ذلك. فلا يُدرِك هذا إلاَّ مَن يعلم بما جاء في الكتاب والسُّنة، ويتفقه في دين الله. أما الجاهل فإنه لا يُدرِك هذا، أو لا يدركه بتمامه بل يدرك بعضه. إنما يدرك هذا الذي يتعلم ما أنزل الله سبحانه وتعالى.

ثم بَيَّن سبحانه وتعالى ثمرة هذه التجارة وفائدتها، فقال:،﴿يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ﴾، وظاهر الآية: أنه يَغفر الذنوب: الكبائر والصغائر.

﴿وَيُدۡخِلۡكُمۡ﴾ يوم القيامة ﴿جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ﴾ جنات كثيرات. والجنات جمع: جنة: و«الجنة» هي: البستان الملتف. سُمي جنة لأنه يَجِن مَن كان خلفه. تجري الأنهار من تحت قصورها وبساتينها، وفيها مناظر عجيبة، وفيها أنهار تجري ولا تنقطع أبدًا. فيجتمع فيها بهاء الخضرة والنَّضْرة، وبهاء الأنهار التي تجري فيها.

---

الشرح