×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 و﴿وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ [الحج: 40]، والمراد: نصر الدين. فمَن نَصَر الدين ونَصَر المؤمنين، فقد نَصَر اللهَ سبحانه وتعالى.

﴿كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّ‍ۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ [الصف: 14]، ﴿ٱلۡحَوَارِيُّونَ هم: خواص الأتباع ([1]).

وعيسى عليه السلام لما ضايقه اليهود، وأرادوا قتله وتآمروا عليه - نادى في أصحابه فقال: ﴿مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ، أي: مَن ينصرني؟ فقال الحواريون: نحن أنصار الله. فتعهدوا بأن ينصروا الله سبحانه وتعالى؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنۡهُمُ ٱلۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ ٥٢ رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ ٥٣ [آل عمران: 52- 53].

فالله أَمَر هذه الأمة أن ينصروا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.

ولما جاء اليهود ليقتلوه، ودخلوا عليه المكان وعنده أتباعه، رفعه الله من بينهم ولم يشعروا بذلك، وأخذوا رجلاً وقع شبه المسيح عليه، فقتلوه وصلبوه، وهو غير عيسى، وهذا من مكر الله بهم، ﴿وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ ٥٤ إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَىٰٓ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡ فِيمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ٥٥ [آل عمران: 54- 55].

فلم يدركوا ما أرادوا - والحمد لله -، ونَجَّى الله رسوله عيسى عليه السلام، ورفعه إليه ([2]).


الشرح

([1])  انظر: مقاييس اللغة (2/ 116)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 458) ولسان العرب (4/ 220)).

([2])  انظر: تفسير الطبري (6/ 454) وتفسير ابن كثير، (2/ 398) وتفسير القرطبي (6/ 9).