العمل به. إنما تَعَلُّم
القرآن والتلاوة، وتحسين الصوت بالتلاوة - وسيلة للعمل، وليست هي الغاية. فهذا
القرآن يحتاج إلى حَمْل صحيح بالعمل به، لا حَمْل إثقال فقط.
فهذا
تحذير لنا أن نَحمل القرآن ولا نعمل به، كما حصل من اليهود والنصارى، مع التوراة
والإنجيل.
قال
تعالى: ﴿مَثَلُ
ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ﴾،
وهي: الكتاب التي أُنزِل على موسى، وهي أعظم الكتب بعد القرآن، كما قال تعالى: ﴿إِنَّآ
أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ﴾
[المائدة: 44].
والإنجيل
تابع للتوراة، ومُصدِّق ومُكمِّل لها.
فحَذَّرَنا
الله من أن نسلك مسلك اليهود والنصارى مع كتابنا، فيُقتصر على مجرد حَمْل فقط، دون
عمل به وتدبر له كحالة هؤلاء.
﴿وَمِنۡهُمۡ
أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ﴾ [البقرة: 78]، أي: تلاوة فقط. فلا نكن مثلهم، همنا
التلاوة فقط، وتحسين الأصوات والمباهاة بحفظ القرآن وتجويده!! إنما يكون هذا وسيلة
إلى العمل.
ولا
تُتخذ تلاوة القرآن ليُتكسب بها، كما يفعله بعض القراء.
سواء
من اليهود والنصارى، أو من هذه الأمة.
﴿ٱلَّذِينَ
كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ﴾،
لم يعملوا بها، وإنما اكتفَوْا بحَملها وتلاوتها وترديدها بدون عمل.
﴿وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ أي: لا يُوفِّق مَن هذه صفته لأنه ظالم. والقَبول لا يَحصل للظالمين الذين زَهِدوا في العلم، وزَهِدوا في القرآن، وزَهِدوا في السُّنة، وإن كانوا يحملونهما، لكن لا يهديهم الله؛ لأن قلوبهم فسدت - نسأل الله العافية -.