×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فجاء الله بهذه الأمة، واختار لها يوم الجمعة، الذي هو سيد الأيام وأفضل الأيام، فحَسَد اليهود المسلمين على ذلك، مما خصهم الله من الخير؛ لعِلْمه سبحانه وتعالى بأهليتهم لذلك، وتقواهم وصلاحهم واستقامتهم، فهذا اختيار الله لنا.

فعلينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، وأن نعرف قدر هذا اليوم، وأن نتفرغ فيه لأداء صلاة الجمعة ونتهيأ لها، وفي يوم الجمعة ساعة يستجاب فيها الدعاء ([1])؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من خصائصه، وله خصائص كثيرة ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه «زاد المعاد» تَزيد على أربعين خاصية ([2]).

فهو يوم عظيم وموسم كريم، ينبغي للمسلم أن يَعرف قدره؛ ولهذا يُشْرَع الاغتسال عند الذَّهاب للصلاة، والتطيب والتزين باللباس؛ لأنه يوم عيد واجتماع للمسلمين على العبادة وعلى ذكر الله سبحانه وتعالى.

وينبغي أن يُبكِّر لصلاة الجمعة ليَحصل على أجر التبكير والحضور، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» ([3]).

ثم بعد ذلك تنتهي الساعات.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5294).

([2])  انظر: زاد المعاد في هَدْي خير العباد، للإمام ابن القيم رحمه الله (1/ 363).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (881)، ومسلم رقم (850).