×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فيُستحب له التنظف والتطيب، والتزين باللباس، والتبكير لحضور الصلاة.

أما مَن يُفَرِّطون في هذا اليوم، ويعتبرونه يوم عُطْلة، ويخرجون للنزهات والاستراحات ويضيعونه - فهؤلاء لم يَعرفوا قدر هذا اليوم إلاَّ أنه يوم عطلة!!

وقد جاء الوعيد الشديد في حق مَن تَرَك صلاة الجمعة!

عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة، رضي الله عنهما، أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» ([1]).

وعن أبي الجَعْد الضَّمْري رضي الله عنه - وكانت له صحبة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلاَثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ» ([2]).

فليَحذر المسلم من هذا، وليَعرف قدر هذا اليوم العظيم، ويستغله في طاعة الله عز وجل، ولا يعتبره يوم عطلة وكسل. ومنهم مَن يأتي متأخرًا ولا يحضر إلاَّ عند الصلاة، ولا يحضر الخطبة. ومنهم مَن يفوته معظم الصلاة. ومنهم مَن تفوته الصلاة كلها!! كل هذا من الكسل وعدم الرغبة في الخير.

وقوله عز وجل: ﴿وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ، يدل على أن المسلمين يبيعون ويشترون ويطلبون الرزق، ولكن إذا سمعوا النداء، تركوا البيع وأقبلوا على الصلاة. فإذا باع أو اشترى بعد الأذان الثاني، فبيعه باطل ولا يصح؛ لأن الله نهى عنه، والنهي يقتضي الفساد. فكل شيء له وقت، وطلب الآخرة له وقت، وبذلك تنتظم مصالح الدنيا والدين.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (865).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (1502)، والنسائي رقم (1369)، وأحمد رقم (15498).