×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿ذَٰلِكُمۡ، أي: تَرْك البيع، والسعي لذكر الله،﴿خَيۡرٞ لَّكُمۡ من البيع ومن التجارة، ومِن طلب الدنيا، ﴿إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ فَضْل الجمعة.

ولا يَعلم هذا إلاَّ مَن عنده علم وفِقه في دين الله، ويُفرِّق بين عمل الدنيا وعمل الآخرة. أما الجاهل، فإنه لا يدرك هذا؛ لأنه غافل من الغافلين. أما مَن عنده علم وفقه في دين الله، فإنه يحتسب، ويحسب أوقاته ويرتبها.

فدل على أن الذي لا يُقْبِل على صلاة الجمعة، ولا يَحضر الخطبة - أنه جاهل؛ لقوله: ﴿إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ.

﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ، صلاة الجمعة، ﴿فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ، لا تَبْقَوْا في المسجد؛ لأن المهمة انتهت، وأنتم بحاجة إلى طلب الرزق. والذي يبقى في المسجد يُعَطِّل طلب الرزق، ﴿وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ، أي: الرزق. وفضل الله هو: الرزق بالبيع والشراء... وغيرها.

﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا، بالتسبيح والتكبير والتحميد... وغير ذلك.

فلا يَغْفُل الإنسان عن ذكر الله عز وجل، سواء كان يبيع أو يشتري، أو يشتغل بأي شغل من طلب الرزق، فإنه يَذكر الله سبحانه وتعالى ولا يُعطِّل الذِّكر، وذِكر الله لا يعطله عن طلب الرزق.

﴿لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ، أي: رجاء الفلاح. والفلاح ضد الخَسَار. فذِكر الله من أسباب الفلاح، والغفلة عن ذكر الله من أسباب الخَسَار.

ثم قال الله عز وجل: ﴿وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَٰرَةِۚ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ [الجمعة: 11].


الشرح