ويَظهر
ذلك في مجالسهم الخاصة، ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ
ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ
إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ﴾
[البقرة: 14]، إذا خَلَوْا إلى شياطينهم من اليهود، قالوا لهم: إنا معكم، إنما نحن
مستهزئون بالمسلمين في إظهارنا الإسلام.
﴿إِنَّهُمۡ
سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾،
هذا ذَمٌّ من الله لعملهم، الذي يَتَلَوَّن ويتغير من مكان إلى آخَر.
أما
المؤمن فثابت على إيمانه في أي مكان وأي زمان، ومع مَن كان، فهو دومًا ثابت لا
يتغير.
أما
هؤلاء فيتلونون ويتغيرون حَسَب الظروف. وإذا حصل للمسلمين مصيبة، يفرحون بذلك،
ويبثون دعاية ضد المسلمين في كل المواقف. فهذا ديدنهم.
﴿إِنَّهُمۡ
سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾،
من النفاق وإظهار غير ما في حقيقتهم، ﴿يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا
يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩ فِي قُلُوبِهِم
مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ
يَكۡذِبُونَ ١٠﴾ [البقرة: 9- 10].
﴿ذَٰلِكَ
بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ﴾،
أي: سبب سوء أعمالهم ووقاحة أفعالهم - أنهم آمنوا، ثم كفروا، أي: ارتدوا. وقيل:
معناه: أنهم آمنوا في الظاهر، ثم كفروا بالباطن. وقيل: معناه: أنهم يُظهرون
الإسلام إذا كانوا مع المسلمين، ثم يَكفرون إذا كانوا مع الكفار. فهم تبع الأحوال
والمتغيرات.
﴿فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ﴾، فلا تَقبل الحق بعد ذلك، ولا تَقبل الهدى، ولا يصل إليها نور. فقلوبهم مطبوع عليها بطابع يمنع وصول الخير إليها؛ عقوبة لهم على أعمالهم.