فلا
يليق بالمسلمين أن تسري بينهم هذه العصبية لقبائلهم أو لأقاربهم أو لبلادهم، وإنما
يجب عليهم أن يكونوا إخوة.
فالنبي
صلى الله عليه وسلم أنكر هذه المقالة، ووَصَفها بأنها من رواسب ودعاوى الجاهلية.
والله
عز وجل ذم الجاهلية وأَمَر بترك ما هم عليه من العصبية والافتخار، والحمية الجاهلية
وتبرج الجاهلية، ودعوى الجاهلية، ورِبا الجاهلية وحُكْم الجاهلية.
فكل
ما يُنسب إلى الجاهلية مذموم يجب تركه والابتعاد عنه. وكل ما يُنسب إلى الجاهلية
فإنه مرفوض، ولا يجوز إحياؤه؛ لأن الله عَوَّض المسلمين بالإسلام.
والذي
يُحيي شيئًا من أمور الجاهلية مذموم؛ لأنه يريد أن يعود بالناس إلى الجاهلية.
وإنما
الأنساب تُعْرَف لأجل التواصل فقط والتراحم، لا لأجل الافتخار,﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ
لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 13].
فالواجب
على المسلمين: أن يعتزوا بإسلامهم، ولا يعتزوا بأنسابهم
وقبائلهم وبلادهم، وإنما يعتزون بدينهم ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ وكذا لا يعتزون بآثار الجاهلية وينقبون عنها باسم «إحياء
الآثار».
والمنافقون: يفرحون بالأحداث التي تحصل بين المسلمين، ودائمًا يغذونها لتكون فتنة، ويبحثون عنها وينشرونها؛ لأجل أن يفرقوا بين المسلمين. هذه صفاتهم في كل زمان.