×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ابْنُهُ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى ابْنِهِ أَنْ خَلِّ عَنْهُ، فَدَخَلَ فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ ([1]).

وهذا من مصداق قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ، فقد هيأ الله هذا الشاب المؤمن؛ لينتصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يمنع أباه المنافق من الدخول حتى أَذِن له رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليَعلم لمَن العزة، وعلى مَن المذلة، وأَذِن له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ لأنه حليم.

وصفهم بعدم العلم كما وصفهم بعدم الفقه، فَهُم لا علم ولا فقه ولا عقول. وهذا ذَمٌّ لهم، فلا يعلمون أن العزة لله، وأن العزيز مَن أعزه الله، وأن الذليل مَن أذله الله. وهذا بسبب نفاقهم، ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ، فسبب أنهم لا يفقهون هو: أنهم آمنوا، ثم كفروا، فطَبَع الله على قلوبهم.

ثم إنه سبحانه وتعالى لما ذَكَر صفات المنافقين وأقوالهم، نادى المؤمنين إكرامًا وتشريفًا لهم، ولأجل أن يخالفوا المنافقين، فقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ، هذا نَهْي من الله سبحانه وتعالى أن يتلهى الإنسان بأمواله وأولاده عن ذكر الله وعن الصلاة والزكاة، والتسبيح، والتهليل والتكبير. فذِكر الله يشمل جميع الطاعات القولية والفعلية، فكلها ذكر لله سبحانه وتعالى.

فالمؤمن: يَجمع بين طلب الأموال والأولاد وطلب الآخرة، لا يجعل كل همه طلب الدنيا والأولاد، ولا يترك الدنيا؛ لأنه بحاجة إليها، وبحاجة إلى الأموال والأولاد.


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (23/ 403)، وتفسير ابن كثير (8/ 157).