فالله
لم يذم طلب الأموال وطلب الأولاد، وإنما ذم التلهي بذلك، وإلا فهو سبحانه وتعالى
أَمَر بطلب الرزق، وأَمَر بطلب الأولاد، وهم نعمة من الله سبحانه وتعالى، وإنما
المذموم الانشغال بذلك عن طاعة الله عز وجل.
فقال
هنا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن
ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ﴾
[المنافقون: 9].
وقال
سبحانه وتعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ
فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا
بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ
يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧﴾
[النور: 36- 37].
فهم
يبيعون ويشترون، ويزرعون، ويطلبون الرزق، لكن إذا حانت الصلاة أقبلوا عليها، فإذا
سمعوا النداء أقبلوا عليه، ثم أَدَّوا العبادة ورجعوا إلى طلب الزرق.
كما
قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ
وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا
وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم
مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ
يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ﴾
[التوبة: 24].
فالإنسان
بحاجة إلى هذه الأمور، لكن لا تشغله عن دينه، ودينه لا يمنعه منها، بل الدين يأمر
بتحصيل هذه الأمور بالطرق المباحة، لكن المنهي عنه هو الانشغال والتلهي بها عن ذكر
الله.
وذِكر
الله يشمل الذِّكر بالقول؛ كالتسبيح والتكبير والتهليل. ويشمل الذِّكر بالعمل؛
كالصلاة والصيام وسائر العبادات، كلها ذِكر لله سبحانه وتعالى.
ثم قال عز وجل: ﴿وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ﴾، أي: مَن يَتَلَهَّ بالأموال والأولاد عن ذكر الله، ﴿فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾، فحَصَر الخَسارة فيهم، ولن