تنفعهم
أموالهم ولا أولادهم، ولو جمعوا الأموال كلها، وصار لهم من الأولاد الكثرة، ما
داموا منشغلين بذلك عن ذكر الله، فإنها لن تنفعهم، بل تكون خَسارة عليهم في
النهاية.
والفلاح
ضد الخَسارة. فالذي يَجمع بين طلب الرزق والعبادة وذِكر الله
- هو المفلح. والذي ينشغل بالدنيا عن الدين، هذا هو الخاسر، وإن جَمَع أموال
الدنيا، وإن كانت له الأرصدة الضخمة والأموال الطائلة، فهو خاسر، ما دام أنه مفلس
من طاعة الله ومن ذكر الله عز وجل.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَأَنفِقُواْ
مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم﴾،
أَمَر الله بالإنفاق من الأموال. فلا تَجمع الأموال وتكدسها؛ فالله ما أعطاك إياها
لتخزنها، إنما أعطاك لتنفق منها في وجوه الخير. فالرزق عطاء من الله.
وإذا
أنفقتَ منه أخلف الله عليك خيرًا مما أنفقت، عاجلاً وآجلاً، ﴿وَمَآ
أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾ [سبأ: 39].
أما
إذا بَخِلتَ، فإن الله يمسك عنك؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فلا تظن أن الإنفاق يضر
المال، بل يَزيده وينميه!!
فكثير
من الناس يطلب الرزق ويُكثر، ويقول: «هذا تأمين لمستقبلي»، كأنه سيعيش للدنيا مدة
طويلة، فهو يُؤمِّن هذه المدة، وهو ما يدري لعلها ساعة أو دقيقة!! ولا يُؤَمِّن
مستقبله الحقيقي الذي هو الدار الآخرة، فينفق في سبيل الله، فهذا هو تأمين
المستقبل الصحيح الذي يبقى.
﴿مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ﴾ فهناك غاية تنتهي إليها حياتك ويتوقف عملك، وينتقل هذا المال منك إلى غيرك، وأنت الذي تعبت فيه وأفنيت حياتك للحصول عليه، فصار لغيرك ولم تقدم لنفسك منه شيئًا، هذا هو الحرمان.