×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وهذا مثال لما يحصل من الأولاد والأزواج من الفتنة، وإلا فإن الآية عامة، فالذي يطيع زوجته وأولاده في معصية الله سبحانه وتعالى - داخل في هذا.

يقول له أولاده: «أَحْضِر لنا مثل ما عند فلان من القنوات الفضائية، والإنترنت»، وما فيها من الشرور والسينما والفتن الحادثة، فإن أطاعهم، فإنه قد أطاع عدوه، ما أرادوا له الخير، بل أرادوا له ما يريد له العدو. فليَحذر الإنسان من هذا.

وتقول له زوجته: «اتركني أذهب إلى الأسواق وإلى الحفلات» المشتملة على المنكرات أو «اسمح لي بالاختلاط بالرجال» أو «اسمح ألبس ما أشاء من الملابس القصيرة وغير ساترة» أو اتركني أفعل ما يفعل الناس».

فالله حَذَّر من فتنة هؤلاء، فقال: ﴿فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ، احذروا من عداوتهم؛ فإنهم أشد من عداوة غيرهم. هذا الصنف من الأولاد والأزواج لا تطيعوهم في معصية الله جل جلاله، ولا تُرضوهم بسخط الله سبحانه وتعالى؛ فإن ذلك أصلح لكم ولهم.

وإذا أطعتموهم فيما يُغضب الله سبحانه وتعالى، فهذا ضرر عليكم وعليهم، وأنت الراعي والمسئول، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ [التحريم: 6].

ثم قال تعالى: ﴿وَإِن تَعۡفُواْ وَتَصۡفَحُواْ وَتَغۡفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ [التغابن: 14]، فيه إرشاد أن لا تشتد على زوجك وأولادك، وإنما تأخذهم باللِّين، وبالسياسة والحكمة، وتعفو عنهم فيما يحصل منهم


الشرح