×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لأنه الإله الحق والرب الحق، فتُفوَّض إليه الأمور.

والتوكل على الله عز وجل، من أعظم أنواع العبادة، مع اتخاذ الأسباب النافعة.

فيَجمع المسلم بين الأخذ بالأسباب النافعة، والتوكل على الله سبحانه وتعالى، ولا يعتمد على التوكل ويضيع الأسباب، أو يعتمد على الأسباب ويضيع التوكل، بل يَجمع بينهما، وهذا سبيل المؤمنين.

وأما الكافرون، فلا يتوكلون على الله عز وجل، وإنما يتوكلون على أصنامهم ومعبوداتهم التي لا تغني عنهم شيئًا.

والملاحدة يتوكلون على دنياهم وإمكانياتهم، وما معهم من الصناعات والمهارات، وهي لا تغني عنهم شيئًا مهما بَلَغَتْ.

ولكن الذي يَعتمد على الله ويتوكل على الله، ويفوض أموره إلى الله سبحانه وتعالى، مع اتخاذ الأسباب النافعة؛ فهذا هو الناجح في دنياه وآخرته.

ثم نادى سبحانه وتعالى المؤمنين خاصة فقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ، ليُحذرهم مما يضرهم من الفتن. ﴿إِنَّ مِنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ وَأَوۡلَٰدِكُمۡ، أي: بعض أزواجكم وبعض أولادكم. ﴿عَدُوّٗا لَّكُمۡ، أي: يَفعل بكم ما يفعل العدو، فيأمرونكم بمعصية الله سبحانه وتعالى، ويسمونه بالترفيه والحرية. فهؤلاء أعداء لكم، وإن كانوا أولادكم وأزواجكم.

وذُكِر أن سبب نزول الآية: أن ناسًا من المسلمين أرادوا الهجرة مع إخوانهم إلى المدينة، فتَعَلَّق بهم أولادهم وأزواجهم؛ ليمنعوهم من الهجرة، فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية ([1]).


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (23/ 423)، وتفسير ابن كثير (8/ 139)، وتفسير القرطبي (18/ 140).