ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ﴾ [التغابن: 12]، ولاسيما عند حصول المصائب. فهذا أمر منه
سبحانه وتعالى بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهذا
دليل على: أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله.
ودليل
على: أن الرسول صلى الله عليه وسلم يطاع فيما أَمَر به طاعة
مستقلة، فقد يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء لم يَرِد في القرآن، ويَنْهَى عن
شيء لم يَرِد في القرآن، فتجب طاعته صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا ينطق عن الهوى،
بل هو مُبلِّغ عن الله سبحانه وتعالى، فلا يأمر ولا يَنْهَى إلاَّ بأمر الله عز
وجل، وإن لم يكن في القرآن.
وفي
هذا دليل على أن سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة، وهي وحي من الله سبحانه
وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم: 3- 4].
﴿فَإِن
تَوَلَّيۡتُمۡ﴾، عن طاعة الله سبحانه
وتعالى، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿فَإِنَّمَا
عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ﴾،
فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يَهدي القلوب، بل هداية القلوب بيد الله سبحانه
وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ
يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾
[القصص: 56].
الرسول
صلى الله عليه وسلم يَهدي هداية الدلالة والإرشاد، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّكَ
لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾
[الشورى: 52]: أي: تَدل وتُرشد. وهذا هو البلاغ.
ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ﴾، أي: لا معبود بحق سواه سبحانه وتعالى. وما عداه من المعبودات؛ كالأصنام والأوثان وسائر المعبودات، فإن عبادتها باطلة، وهناك معبودات كثيرة، ولكن كلها باطلة. والمعبود الحق هو: الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾ [الحج: 62].