×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 من إساءة إليك. أما ما يُغضب الله سبحانه وتعالى فلا تعف عنهم ولا تطعهم فيه، ولكن خذهم بالرفق.

ولهذا قال: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ، يجازيك الله عز وجل، فإذا غفرت لهم عن حقك غفر الله سبحانه وتعالى لك، وإذا عفوت عنهم عن حقك عفا الله عنك.

ثم بَيَّن سبحانه وتعالى سبب التحذير من هؤلاء، فقال: ﴿إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ، أي: اختبار.

فالله سبحانه وتعالى يعطيك الولد ليختبرك، هل تطيع الله سبحانه وتعالى فيه؟ أو تعصي الله فيه؟

وكذلك يعطيك المال ليختبرك، هل يَحملك حب المال على أن تطلبه من أي وجه محرم، من الربا والسرقة والخيانة والرشوة والقمار، والمكاسب المحرمة؟ أو أنك تقتصر على ما أحل الله لك من المكاسب الطيبة، ولا تنخرط مع الناس فيما هم فيه من الباطل والجشع والطمع، والمعاملات المحرمة؟

والمال فتنة من ناحية تصرفك فيه، هل تتصرف فيه تصرفًا شرعيًّا، فتُخْرِج الزكاة والنفقة الواجبة عليك، وتتصدق وتنفق منه؟ أو أنك تبخل به، وتمنع الزكاة والحقوق الواجبة في مالك، وتأكل أموال الناس وتجحد حقوق الناس؟

﴿وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ، لكن هذه الفتنة تَسْهُل بإذن الله سبحانه وتعالى إذا تذكرت أن الله عز وجل عنده أجر عظيم. فإذا تذكرتَ ما عند الله سبحانه وتعالى، سَهُل عليك التصرف فيه على الوجه الشرعي، وهان عليك ما تقاسيه من أولادك من التربية. فإذا صبرت فإن الله سبحانه وتعالى عنده أجر عظيم لك.


الشرح