×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ، الإنسان ضعيف، ولا يحيط بكل أوامر الله سبحانه وتعالى، فقد يصيبه مرض وعجز، فيجب عليه أن يؤدي ما يستطيع.

وهذا من رحمة الله عز وجل، قال سبحانه وتعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ [البقرة: 286]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَآ ءَاتَىٰهَاۚ [الطلاق: 7].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ، وَاخْتِلاَفُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ» ([1]).

لأن تَرْك الشيء أسهل من الفعل؛ فلذلك قال صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»، أما الترك فهو سهل، «مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ».

﴿وَٱسۡمَعُواْ وَأَطِيعُواْ، اسمعوا سماع قَبول، لِما يأتيكم به هذا الرسول من الأوامر والنواهي.

﴿وَأَنفِقُواْ خَيۡرٗا لِّأَنفُسِكُمۡۗ: فأنفِقوا من هذا المال في طاعة الله سبحانه وتعالى.

وقال: ﴿لِّأَنفُسِكُمۡۗ؛ ليدل على أن ما تنفقه فإنما هو لنفسك، وتجده عند الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ [البقرة: 273].

ثم قال تعالى: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ، فهناك عقبة شديدة، فإن نفسك تقف في وجهك، لا تريد منك أن تُخْرِج الزكاة، ولا تريد أن تنفق على أولادك وزوجك، ولا تريد منك أن تتصدق على الناس وتنفق في سبيل الله سبحانه وتعالى، فهي تأمرك بالبخل وإمساك المال.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1337).