وعن
معاذ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي بِوَصِيَّةٍ،
قَالَ: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُ مَا كُنْتَ»، قَالَ: قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: «أَتْبِعِ
السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا»، قَالَ: قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: «خَالِقِ
النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» ([1]).
فالأعمال
الصالحة: يُكفِّر الله سبحانه وتعالى بها الذنوب الصغائر.
وأما
الكبائر: فلا تُكفَّر إلاَّ بالتوبة، فإن تاب منها قُبلت توبته
ومحيت ذنوبه، حتى ولو كانت من الكفر والشرك، فمَن تاب منها تاب الله عز وجل عليه،
قال سبحانه وتعالى: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ
لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ﴾
[الأنفال: 38].
وأما
مَن مات ولم يتب من الكبائر التي هي دون الشرك، فإنه تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى:
فإن شاء الله غَفَر له، وإن شاء عذبه.
﴿وَيُدۡخِلۡهُ
جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ﴾،
ليست جنة واحدة، بل جنات متعددة، وأهلها فيها على درجات على حَسَب أعمالهم ومنازلهم.
﴿تَجۡرِي مِن
تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ﴾،
أي: من تحت أشجارها وقصورها.
﴿خَٰلِدِينَ
فِيهَآ أَبَدٗاۚ﴾، خالدين
دائمين فيها، لا يخافون أن يموتوا، ولا يخافون أن يخرجوا منها أو تُغتصب منهم.
بخلاف مَن كان في الدنيا في المسرات وفي قصور وفي بساتين وملذات، فهو غير خالد فيها، كل لحظة يتوقع أن يزول عنها أو تزول عنه، ما فيها خلود، وهو خائف، ولو كان في قصور وبساتين ومناظر،
([1]) أخرجه: أحمد رقم (22059)، والطبراني في ((الصغير)) رقم (298)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (7660).