ومآكل ومشارب طيبة، هو
خائف من الموت، ومن المرض، وخائف من العدو، هذا في الدنيا.
أما
في الآخرة، فأهل الجنة ما عندهم خوف، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُمۡ فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ
ءَامِنُونَ﴾ [سبأ: 37].
﴿ذَٰلِكَ
ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾أي: النجاة
التي ينجوها من النار ويدخل الجنة دار القرار، قال تعالى: ﴿فَمَن زُحۡزِحَ
عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ﴾
[آل عمران: 185].
ثم
ذَكَر الله الصنف الثاني، وهو الفريق المغبون، فقال سبحانه
وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ
خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ﴾.
﴿وَٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ﴾، كفروا بالله عز وجل ولم
يؤمنوا به.
سواء
جحدوا وجود الرب سبحانه وتعالى؛ كالدهرية والملاحدة. أو أنهم أقروا بوجود الرب،
ولكنهم أشركوا ولم يعبدوه أو لم يوحدوه بالعبادة. أو جحدوا أسماء الله وصفاته
وعطلوه.
﴿وَكَذَّبُواْ
بَِٔايَٰتِنَآ﴾،
فبالإضافة إلى الكفر كَذَّبوا بآيات الله سبحانه وتعالى القرآنية، والوحي المنزل
على الرسل، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ
فِيٓ أَمۡرٖ مَّرِيجٍ﴾ [ق: 5].
فعاندوا
الرسل، وقالوا: ما هم إلاَّ بشر مثلنا، فكيف نطيع مَن هم مثلنا؟! قال سبحانه وتعالى:
﴿فَقَالُوٓاْ
أَبَشَرٞ يَهۡدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْۖ﴾
فهذا استكبار.
فكفروا بما مع الرسل من الآيات. والآيات هي: العلامات الدالة على صدقهم. وكذلك الآيات الكونية التي تدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وعلى ربوبيته، كَذَّبوا بها وقالوا: هذه مظاهر طبيعية. ولا يقولون: إن