×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 هذه آيات الله، وهي تدل على عظمته وقدرته.

﴿أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ، أي: الملازمون لها. لأن الصاحب يلازم صاحبه.

﴿خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ، ليس لهم طمع في الخروج منها، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ [البقرة: 167]، فالكافر والمشرك لا طمع لهما في الخروج من النار، قال سبحانه وتعالى: ﴿كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ [البقرة: 167].

أما مَن دخل النار من عصاة المسلمين والموحدين، فإنه يَخرج من النار؛ كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ([1])، من أنهم يَخرجون من النار ويدخلون الجنة في المآل والعاقبة.

﴿وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ: «بِئْس» كلمة ذم، أي: بئس مصيرًا لهم؛ لأنها دار العذاب والنكال، ودار الآلام والأسقام والأحزان.

فكيف نقرأ هذه الآيات وأمثالها، ولا نتأثر بها؟! كيف لا نخاف من الله سبحانه وتعالى ؟! كيف لا نبادر بالتوبة والعمل الصالح؟! هذا من عجائب قسوة القلوب! ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ [التغابن: 11]، «المصائب» هي: ما تَكره النفوس مما يخالف رغبتها من الوقائع ([2])، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ [البقرة: 155].


الشرح

([1])  انظر: صحيح البخاري رقم (806).

([2])  انظر: لسان العرب (8/ 245)، وتاج العروس (21/ 477).