فالمصيبة
قَدَّرها الله للابتلاء والامتحان: مَن يصبر ويرجع إلى ربه ويتوب، فله الرضا. ومَن
يجزع ويتسخط ويغضب على ربه سبحانه وتعالى، فعليه السخط ([1]).
﴿إِلَّا
بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ﴾، أي: بقدر
الله سبحانه وتعالى وقضائه.
﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ
بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥ﴾
[التغابن: 11]، مَن يَعلم أن المصيبة من الله، وأنها بسبب ذنوبه، وأن الله سبحانه
وتعالى قَدَّرها عليه، ثم يتوب، فإن الله يتوب عليه، وتصبح المصيبة خيرًا له؛ لأن
الله يَهدي قلبه للحق واليقين، فهي للإيمان بالله سبحانه وتعالى وللصبر على
المصيبة، فيَهدي الله قلبه.
قال
الأعمش: عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ
عَلْقَمَةَ، فَقُرِئَ عِنْدَهُ هَذِهِ الآْيَةُ: ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ
بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ﴾،
فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «هُوَ الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ
فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللهِ فَيَرْضَى وَيُسَلِّمُ».
وفي
الآية الأخرى قال سبحانه وتعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ
أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ
عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ﴾
[الحديد: 22].
فقوله
سبحانه وتعالى: ﴿إِلَّا فِي كِتَٰبٖ﴾،
أي: بقضاء وقدر مكتوبين في اللوح المحفوظ.
﴿مِّن قَبۡلِ
أَن نَّبۡرَأَهَآۚ﴾، أي: من
قبل أن تقع وتحصل وتُخْلَق.
﴿إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ﴾، فكتابة المقادير وخَلْق المصائب يسير على الله عز وجل.
([1]) كما في الحديث الذي أخرجه: الترمذي رقم (2396)، وابن ماجه رقم (4031)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (9325).