×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

أما مَن يمسكها من أجل أن تتضرر، فإذا قاربت خروجها من العدة، راجعها ولا رغبة له فيها، ثم يطلقها ثانية لأجل أن تطول عليها العدة، أو يمسكها لأجل أن تفتدي منه؛ فهذا منكر وليس معروفًا، وقال عز وجل: ﴿وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارٗا لِّتَعۡتَدُواْۚ [البقرة: 231].

وإذا لم تكن لكم فيهن رغبة، فـ ﴿فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ، فإذا انتهت عدتها حصل الفراق تلقائيًّا، بدون إحداث طلاق جديد؛ لأنها تَبِين منه بينونة صغرى، ويكون هذا الفراق بمعروف من غير انتقام منها وإضرار بها، أو أنه يَطلب منها عِوضًا.

ثم قال عز وجل: ﴿وَأَشۡهِدُواْ: أي: أشهدوا على الرجعة، ﴿ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ، أي: رجلين عدلين يشهدان على الرجعة. وهذا الأمر للاستحباب.

﴿وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ، هذا خطاب للشهود أن يؤدوا الشهادة على وجهها ويقيموها على الصدق، ولا يخافوا أو يحابوا أحدًا لقرابة أو صداقة أو جاه... أو غير ذلك.

وقوله عز وجل: ﴿لِلَّهِۚ، أي: خالصة لله سبحانه وتعالى، لا يكون فيها مراعاة لخواطر الناس أو مراعاة للطمع... أو غير ذلك، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ [النساء: 135].

ثم قال عز وجل: ﴿ذَٰلِكُمۡ، أي: ما تَقَدَّم من هذه الأمور والتشريعات العظيمة هي في صالحكم، ﴿يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ إذا تَقَيَّد بهذه الأوامر وانتهى عما يخالفها، فهذا علامة على أنه يؤمن بالله سبحانه وتعالى، الذي سيحاسبه ويناقشه عن تصرفاته في هذا


الشرح