الطلاق
وفي هذه العدة وهذه الأحكام. وعلامة على أنه يؤمن باليوم الآخِر، وأنه سيَرجع إلى
الله سبحانه وتعالى، وسيوقف على تصرفاته وأعماله. فيقوم بهذه الأوامر على الوجه
المطلوب، ويتجنب هذه النواهي على الوجه المطلوب؛ من أجل أن يَسْلَم يوم القيامة من
التبعات.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَمَن يَتَّقِ
ٱللَّهَ﴾، أي: مَن يتخذ وقاية بينه
وبين غضب الله عز وجل، ووقاية بينه وبين النار، والعذاب، تقيه من ذلك. وذلك بفعل
ما أَمَر الله سبحانه وتعالى به رجاء ثوابه، وتَرْك ما نهى الله عنه خوفًا من
عقابه.
وثمرة
التقوى، بَيَّنها الله عز وجل بقوله: ﴿يَجۡعَل لَّهُۥ
مَخۡرَجٗا﴾، فكلما ضاقت عليه الأمور،
يَسَّر الله سبحانه وتعالى له المخرج منها؛ بسبب أنه يتقي ربه سبحانه وتعالى. فهذا
من ثمرات التقوى، أن الله يجعل له عند الضيق مخرجًا من كل شدة.
أما
مَن لا يتقي الله، فإن الله سبحانه وتعالى لا يجعل له مخرجًا إذا وقع في شدة.
عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا،
فَقَالَ: «يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ
يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ
اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ
لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلاَّ
بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ
بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ
الأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» ([1]).
فليُعلِّق المسلم قلبه بالله سبحانه وتعالى ويتقِ ربه؛ من أجل أن يُفرِّج له عند الكُربات والشدائد.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2516)، وأحمد رقم (2669)، وأبو يعلى رقم (2556)، والطبراني في ((الصغير)) رقم (11416).