×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ثم إنه سبحانه وتعالى وعد أن سيكون بعد العسر يسرًا، فقال عز وجل: ﴿سَيَجۡعَلُ ٱللَّهُ بَعۡدَ عُسۡرٖ يُسۡرٗا، هذا وَعْد من الله عز وجل بأن المعسر سييسر سبحانه وتعالى له، كما قال تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ٦ [الشرح: 5- 6].

فالعسر لا يستمر، والله سبحانه وتعالى يزيله باليسر، وهذا وعد منه سبحانه وتعالى لئلا ييأس المعسر من الفرج، بل يترقب الفرج من الله عز وجل، كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَالْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» ([1]).

وهذا فيه: تطمين للفقراء، بأن فقرهم لا يستمر، وهذا شيء واضح - ولله الحمد - في أن الله سبحانه وتعالى ييسر على المعسرين ويرزقهم، ولا يَبْقَون دائمًا في عسر وفقر.

فينبغي للمؤمن أن يعلق قلبه بالله عز وجل وينتظر الفرج، ولا يقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى، مهما اشتد به الأمر، ومهما اشتد به الفقر والحاجة، أو اشتد به الكرب، فإنه ينبغي ألاَّ يقطع أمله بالله سبحانه وتعالى، ويتيقن بأن الفرج مع الكرب، والنصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرًا، وهذا وَعْد من الله جل جلاله.

ثم إنه سبحانه وتعالى في ختام هذه السورة حَذَّر الله عز وجل من مخالفة هذه الأحكام العظيمة التي ذكرها، وتَوَعَّد سبحانه وتعالى كل من خالفها بالعقوبة في العاجل والآجل، فقال عز وجل: ﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ عَتَتۡ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِۦ فَحَاسَبۡنَٰهَا حِسَابٗا شَدِيدٗا وَعَذَّبۡنَٰهَا عَذَابٗا نُّكۡرٗا [الطلاق: 8]، أي: كثير من القرى، خالفت أمر ربها سبحانه وتعالى، فأنزل الله بها عقوبته.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (2803)، والحاكم رقم (6304)، والطبراني في ((الصغير)) رقم (11243)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (9529).