وهذا
إشارة إلى ما جاء في «سورة المائدة» من قوله عز وجل: ﴿لَا
يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا
عَقَّدتُّمُ ٱلۡأَيۡمَٰنَۖ فَكَفَّٰرَتُهُۥٓ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنۡ
أَوۡسَطِ مَا تُطۡعِمُونَ أَهۡلِيكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٖۖ
فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖۚ ذَٰلِكَ كَفَّٰرَةُ
أَيۡمَٰنِكُمۡ إِذَا حَلَفۡتُمۡۚ وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ
ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾
[المائدة، 89].
وفي
هذه الآية قال عز وجل: ﴿قَدۡ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمۡ تَحِلَّةَ أَيۡمَٰنِكُمۡۚ﴾ [التحريم: 2]، فأحال سبحانه وتعالى على آية المائدة.
فسمى
التحريم يمينًا، وشَرَع له الكفارة، لو أراد المسلم الحِنث فيه.
ولقد
رُوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كَفَّر عن يمينه، وأصاب جاريته التي حرمها على
نفسه.
قال
عز وجل: ﴿وَٱللَّهُ
مَوۡلَىٰكُمۡۖ﴾ يتولى الله عز وجل أموركم،
ويَشرع لكم ما يُصلح شأنكم وما يحل أيمانكم. فهذه من ولايته سبحانه وتعالى لعباده،
فهو الذي يَشَرع لعباده الأحكام بمقتضى ولايته وربوبيته لهم.
﴿وَهُوَ
ٱلۡعَلِيمُ﴾ ([1])
بما يصلحكم؛ ولهذا يَشرع لكم ما يناسب أحوالكم ويحل مشاكلكم بتشريعاته سبحانه
وتعالى. وهذا من مقتضى ولايته لكم.
وهذه
الولاية خاصة بالمؤمنين. وهناك الولاية العامة لجميع الخلق، قال عز وجل: ﴿ثُمَّ
رُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۚ أَلَا لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَهُوَ
أَسۡرَعُ ٱلۡحَٰسِبِينَ﴾
[الأنعام: 62].
فهو مولى لجميع الخلق - المؤمنين والكفار - الولاية العامة، يُنفذ سبحانه وتعالى فيهم أموره القَدَرية والكونية، ويرزقهم ويُصلحهم بمقتضى ولايته العامة وربوبيته العامة للخلق.
([1]) انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للزَّجَّاج (1/ 39)، وتفسير أسماء الله الحسنى للسعدي (1/ 194).