×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ثم إن الله سبحانه وتعالى وَجَّه الخطاب لزوجتَي النبي صلى الله عليه وسلم: حفصة وعائشة رضي الله عنهما، وعَرَض عليهما التوبة. وهذا من رحمته سبحانه وتعالى بعباده.

فقال عز وجل: ﴿إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ [التحريم: 4] أي: مالت، فحصل منكما ميل، لكن إذا تبتما إلى الله سبحانه وتعالى عفا عن هذا.

﴿وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيۡهِ، أي: تتعاونا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تتوبا.

﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم: 4]، ومَن كان الله معه، وجبريل عليه السلام والملائكة، وصالح المؤمنين، لا يصل إليه أحد بسوء.

﴿وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖهما: أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وقيل: الصحابة جميعًا. وقيل: جميع المسلمين. يدافعون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يَرْضَوْن أن يسيء أحد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

فدل هذا على أن مَن آذى الرسول صلى الله عليه وسلم، أو نال منه في أي وقت كان؛ فإنه مُعَرِّضٌ نفسه لمقاومة الله سبحانه وتعالى، ومقاومة جبريل والملائكة وصالح المؤمنين، ولن يفلح أبدًا.

فالذين يسيئون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وينالون منه أو ينتقصون من شأنه صلى الله عليه وسلم، فإنهم مهزومون خاسرون بإذن الله سبحانه وتعالى؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم محاط بنصر الله سبحانه وتعالى، ونَصْر ملائكته ونَصْر عباده المؤمنين.

فيا مَن تتطاولون على جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنكم خاسرون ومهزومون!! فإن الرسول صلى الله عليه وسلم معه ربه سبحانه وتعالى، ومعه الملائكة ومعه صالح المؤمنين، فلن يصل إليه أحد ولن يضره أحد.


الشرح