×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وبعد ذلك قال نوح عليه السلام: ﴿رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَٰكِمِينَ [هود: 45]، فرَدَّ عليه وقال عز وجل: ﴿يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ [هود: 46]. فهو ليس من أهلك الناجين المؤمنين بسبب كفره، وإن كان من أهلك في النسب.

وهذا إبراهيم عليه السلام خليل الله، لم ينفع أبوه مع كون إبراهيم عليه السلام ابنه، لما أصر على الكفر وأبى أن يستجيب لابنه إلى دعوة التوحيد، فصار من أهل النار ولم تنفعه قرابة النسب.

فلا يَعتمد الإنسان على قرابته أو على أصهاره من المؤمنين، وإنما يعتمد على عمله.

ثم قال عز وجل: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ [التحريم: 11]، في قربهم من الكفار، وأن ذلك لا يضرهم شيئًا إذا تبرءوا من دينهم وأبغضوهم، ولكن صاروا مع الكفار لظرف من الظروف التي ألجأتهم، وهم ليسوا معهم في العقيدة والدين، فإن ذلك لا يضر المؤمن.

وكان هذا المثل ﴿ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ، وهي: آسية بنت مزاحم رضي الله عنها.

وفرعون من أكفر خلق الله سبحانه وتعالى، فقد ادعى الربوبية، وكَفَر بموسى وهارون عليهما السلام.

وامرأته آمنت بالله سبحانه وتعالى، وآمنت بموسى عليه السلام وبهارون، وتبرأت من دين فرعون وقومه، ﴿إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ ٱبۡنِ لِي عِندَكَ بَيۡتٗا فِي ٱلۡجَنَّةِ، فهي لا تريد فرعون ولا قصوره ولا رفاهيته، ولكنها تريد بيتًا في الجنة. واختارت جوار الله سبحانه وتعالى، قال العلماء: إنها اختارت الجار قبل الدار.

﴿وَنَجِّنِي مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ، فتبرأت من فرعون، ومن دينه وكفره.

﴿وَنَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ، طلبت النجاة من الكفر والبعد عنهم.


الشرح