هذه
نتيجة الإيمان والبراءة من المشركين، وإن خالطهم الإنسان لظروف اقتضت مخالطتهم فهو
يتبرأ من دينهم.
أما
مَن يخالط الكفار ولا يتبرأ من دينهم ولا يبغضه، ويزعم أنه مؤمن، فهو ليس بمؤمن.
فالمسلم
إذا اضطرته الظروف إلى مخالطة الكفار مؤقتًا، فإنه يتمسك بدينه، ولا يداهن الكفار
ويتنازل عن شيء من دينه. وأما كونه يداري الكفار فهذه رخصة من الله سبحانه وتعالى،
قال عز وجل: ﴿لَّا يَتَّخِذِ
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن
يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ﴾
[آل عمران: 28]، فمَن تولى الكفار بالمحبة والنصرة دون المؤمنين، فقد تبرأ الله
سبحانه وتعالى منه.
فهناك
فرق بين المداهنة والمداراة. أما مَن يتنازل عن شيء من دينه؛ من أجل إرضاء الكفار
ومن أجل طمع فيما عندهم.
ولذلك
أوجب الله الهجرة على المسلم من ديار الكفار إلى بلاد المسلمين؛ فرارًا بدينه ما
أمكنه ذلك.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَمَرۡيَمَ
ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ﴾، و ﴿عِمۡرَٰنَ﴾: عالِم من علماء بني إسرائيل
وعُبَّادهم، وبيته بيت صلاح، قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ
ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [آل عمران: 33].
وقد
مات عمران ومريم صغيرة، فتنازع بنو إسرائيل في كفالتها من بعده، مَن الذي يكفلها
بعد أبيها؟ وضربوا القرعة.
قال عز وجل: ﴿وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يُلۡقُونَ أَقۡلَٰمَهُمۡ أَيُّهُمۡ يَكۡفُلُ مَرۡيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ﴾ [آل عمران: 44].